كيف ستظهر مصر 2006 أم&

الاثنين 14 مارس 2005, 01:06 كتب : عبدالرحمن مجدي

و لست أقول ذلك ترديدا لما نسمعه يوميا في الإعلام المصري لكن كان لي الحظ في حضور مباراة مصر و الكاميرون في دورة تونس 2004 من مدرجات ملعب المانستير بتونس, و أكاد أجزم أن دخول الجالية المصرية لمدرجات الملعب لم يستغرق أكثر من 5 دقائق بالتمام و المكال بينما باقي...   المدرجات مليئة لآخرها لأن كل شيء منظم و محسوب .. فأهل الغرب لم يكونوا يتوقعوا أن العرب من الممكن أن ينظموا حدثا كهذا بهذه الكفاءة حتى العرب ذات لأنفسهم لم يتوقعوا لتونس هذا النجاح الرائع المشرف لكن النجاح التونسي كان مزدوج, فظهر التنظيم بشكل رائع و فازت تونس بالبطولة.

و العام الماضي شاهدنا بطولة خليجي 17 .. بطولة أكثر من رائعة تنظيميا و فنيا, ملاعب مليئة بالجمهور في معظم المباريات و تحكيم رائع و ملاعب رائعة سواء من المدرجات أو الأرضيات و لم تخرج كلمة من الإعلام إلا مشيدة بالبطولة ككل و واصفة إياها بإنجاز عربي رائع يضاف للوحة الشرف لدى العرب.

نحن الآن في مارس 2005, أي أن كل ما تبقى على موعد انطلاق البطولة لا يزيد عن عشرة أشهر و هو ما يقل عن عام, و إذا عدنا بالتاريخ فسنجد أن مصر تقدمت بطلب إستضافة هذا البطولة منذ ما يقرب من ست سنوات .. ست سنوات كاملة لم يتحرك فيها المسئولون للبدء في الإعداد لهذه البطولة العظيمة إلا في عدة خطوات أبرزها البدء في تطوير استاد القاهرة و هو الملعب الرئيسي في مصر و الذي سيشهد حفلي الافتتاح و الختام, و بل و ظهر منذ أيام مشكلة في نظام الري بالملعب .. حرم المسئولون المنتخب الوطني أن يلعب مبارياته الهامة جدا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم أمام 70 ألف متفرج (لم يكن ليقل عن ذلك في حالة أن يلعب في استاد القاهرة) و لعبت المباريات في بورسعيد و الإسكندرية و ستلعب مباراة ليبيا في ملعب المقاولون العرب صاحب فضيحة مباراة بلجيكا الشهيرة.

منذ أيام كان لي الحظ في مشاهدة برنامج الكورة مع دريم الذي يقدمه الكابتن أحمد شوبير, تحدث خلاله الكابتن حسن المستكاوي عن رحلته إلى أثينا العام الماضي , و لفت انتباهي ما قاله حول نظام استقبال المطار, مؤكدا أنه في وقت وصوله وصلت 38 طائرة أخرى في نفس التوقيت و سار كل شيء على ما يرام و لم يواجه الركاب مشاكل في الخروج من المطار, بينما أثناء عودته من دبي و بسبب وصول أربع طائرات في وقت واحد اضطر الراكبون للانتظار لمدة تعدت الثلاث ساعات حتى خرجوا من المطار .. أي أن أربع طائرات تسببوا في مشكلة فماذا لو ضفنا عليها أربعة و ثلاثين طائرة أخرى؟ لا أعتقد أن لدينا لوحة إليكترونية بها 34 مكان لتوضيح وصول الرحلات من عدمها!

لست أهدف إلى إحباط العزائم و تحطيم الآمال, لكن ما نشهده في الساحة الرياضية هذه الفترة شيء لا يعقل, فغير معقول أن تمر خمس سنوات ثم نبدأ في كا شيء و نصبح على عجلة من أمرنا و نحن مقبلون على كأس أفريقيا و ليس كأس مصر !! مصر قادرة على تنظيم بطولة جيدة في أي وقت, و لكن ما شاهدنا في تونس حمل علينا مسئولية كبيرة و عبء ضخم لابد أن نكون قادرون على تحمله .. لابد أن يكون الهدف من هذه البطولة أن نثبت للجميع أن مصر كانت جديرة بتقديم ملف طلب استضافة كأس العالم على الأقل إن لم تكن جديرة بالتنظيم نفس, لابد أن نحرج من المسئولين من رفض أن يعطي صوته لمصر في هذا التصويت الذي شهد الصفر الذي لن ننساه و لن ينساه لنا أحد , لابد أن تكون هذه البطولة نقطة تحول لصورة مصر أمام العالم الغربي بل و العالم العربي أيضا لنوؤكد أننا لسنا أقل من قطر التي تظمت خليجي 17 أو تونس التي نظمت كأس أفريقيا , لابد أن تظل صورة مصر –أحفاد الفراعنة- هي مصر العظيمة التي يتجه نجوها ملايين السياح كل عام.

لم يدفعني لكتابة هذا شيء أكثر مما سمعته على لسان الأستاذ هاني أبوريدة على شاشة نفس القناة, تحدث و بث القلق في قلوب من يهمهم الأمر, أكد أن شيئا لم يحدث, و أن محاولاتا لم تتم, و أن كل شيئ "ليس" على ما يرام, بل لم ينكر خوفه الشخصي من هذه المسئولية في ظل التأخير الذي شهده بدء الإعداد لهذه الضخمة .. السؤال وجه إليه بصيغة "إلى أين وصلنا" لكنه قال "لم نبدأ لأقول أين وصلنا" لكن الخطة الموضوعة إذا تمت بنجاح ستجعلنا مستعدين قبل إنطلاق البطولة بشهرين! و لماذا "السربعة"؟ كان أمامنا ستون شهرا, رفضناهم و أبينا إلا العمل في الستة أشهر الأخيرة؟ أعتقد أنه في حالة فشل هذه البطولة التنظيمية فإن أحدا لن يرحم أحد, و سيصبح اتحاد الكرة موضوع يكتب فيه من هب و دب في الإعلام المصري "الرائع" و سيكون نقطة تحول سلبية للغاية في الكرة المصرية.

و أكثر ما يضايقني هذه الفترة بعض الأقلام التي بدأت في محاولات خادعة لطمأنة الناس مؤكدة أن كل شيء يسير كما هو مخطط له لأن مصر لا تحتاج لكل هذا الوقت لتنظم بطولة أفريقيا .. "ياما نظمنا" و كله تمام! هذه الأقلام الموجهة لم تعد ترضي القراء لأن الجميع أصبح يعلم الوضع الحرج الذي وضعنا أنفسنا فيه بدون أي داعي و بدون أي مبرر .. و بس!

تعليقات