أنا محايد وعندي ضمير .. وجاي أقول الحق

الخميس 29 يناير 2009, 22:07 كتب :

يبدأ مقدم أي برنامج رياضي في مصر بهذه الكلمات عادة في مقدمة حلقته الأسبوعية أو اليومية، ويلتفت الجميع حول الشاشة ليستمعوا لكلماته المحايدة، ونصائحه النابعة من ضميره اليقظ، ومقولة الحق التي تخرج من فمه لتنبذ كل ما هو باطل. ولأن الناس أصبحت أكثر فطنة من ذي قبل بفضل التكنولوجيا الحديثة لوسائل الاتصالات والمعلومات المتعددة، بالإضافة لانقراض فكرة توجيه الناس نحو فكر أو تجاه معين فسيخرجون بالتأكيد مع نهاية الحلقة بعدة نقاط غاية في الأهمية اتجاه مقدم هذا البرنامج الرياضي: الأولى، أن هذا الشخص غير محايد وما هو إلا أداه يستخدمها النادي الفلاني أو إتحاد الكرة الفلاني آو مسئول معين يرغب أن يكون هذا البرنامج هو الغطاء لأفعاله غير السليمة. الثانية، أن هذا الشخص بلا ضمير والدليل أنه قد يتخطى حدود عمله ليتسلق على حرمات وأشياء لا يجوز الالتفات إليها على الشاشة الصغيرة، فهناك من يتعرض لحياة بعض الناس الشخصية، وهناك آخر قد يهاجم زميل له بمجرد انه يتخطاه نجاحاً. الثالثة، أن هذا الشخص لا يقول الحق ولا يعرفه من الأساس فهو تارة يلعب على مشاعر شخص يحب أن يسمع الكذب ويصنفه على انه حق وهنا يسير على درب \"اللي يعوزوه الزبون\"، وتارة يتحدث عن ما يراه هو حق حتى ولم يكن كذلك. وفي النهاية نكتشف شيء غاية في الأهمية وهو أن أكثر من 95% من الذين يعملون في مجال البرامج الرياضية يعمل جاهدا على \"تطويع\" الخبر أو الحدث لمصلحته أو لمصلحة جهة معينة في خطوة منه لتحقيق مزيد من الدعم والمساندة لتلك الجهة أو لنفسه. ونجد أن معظم هؤلاء لا يجيدون العمل الإعلامي وبالتالي إدخال رأي احدهم في قضية معينة أو خبر يصبح بغير فائدة بل وضار لأنه في كل الأحوال سيكون هذا الرأي خادم لمصلحته الشخصية ولن يخدم الخبر. ومعظم من يعمل في حقل البرامج الرياضية نجد أنه يركز في أغلب الأحوال على سلبيات جهات أو أشخاص معينة ليس بهدف إصلاحها كما يدعي احدهم، ولكن لمحاولة الحد من سلطة شخص ما أو من شعبيته حتى يحقق هو انتصارا معنوياً لذاته أو للنادي أو الإتحاد الذي يعمل من اجله. الملخص إذن أن لكلاً منا انتماءاته الشخصية لنادي آو لجهة معينة آو حتى لفكر واتجاه مختلف، ولكن أن ينعكس هذا على مقدم برنامج في نقل صورة حقيقة وصادقة مجردة من أي شائبة لخبر أو حدث ما، فهو في هذا الوقت لا يصلح لهذا العمل الذي من المفترض أن يكون \"عمل للشرفاء فقط\". والسؤال في الختام، متى نجد مقدم برامج رياضية في مصر محايد وعنده ضمير وبيقول الحق؟

تعليقات