لقاء السوبر الأفريقى و سر الـ5 ظواهر!

السبت 07 فبراير 2009, 19:29 كتب :

إنتهى لقاء السوبر الأفريقى بفوز ماردنا الأحمر الغالى النادى الأهلى بهدفين لهدف على منافسه القوى الصفاقسى أحرزهما الأنجولى الفلافيو ، لن أتحدث عن المباراة أو الأداء الفنى و التحليلى لها "فكيف أفتى و عمرو عبيد فى المدينة".



و لكننى سأتحدث عن عدة ظواهر حدثت فى لقاء السوبر ، ظواهر من وجهة نظرى المتواضعة أرى أنها أوضحت الكثير من الحقائق ، بل و ساعدت على ترسيخها.


الظاهرة الأولى: العلاقة الشائكة بين الأمن و الشعب!


على الرغم من الوعود الأمنية المقدمة و التى أكدت على توفير كافة السبل للجماهير الحمراء حتى يبدع هذا الجمهور و يتألق فى تشجيعه للفريق الأحمر ، أتخذت إجراءات أمنية شديدة التعسف ضد هذا الجمهور.


من التفتيش الذاتى الى منع معدات التشجيع من كوفيات و أعلام و طبول كل هذا حدث يوم أمس ، ليطرح تساؤل هام وهو أين الوعود الأمنية التى وعد بها الأمن الجمهور الأهلاوى المصرى؟!


لماذا كل هذا التعنت الأمنى؟! ، الشمروخ خطير و قد أتفقنا على هذا ، و لكن ما هى الخطورة المتمثلة فى الكوفية أو العلم أو الطبلة؟! لماذا نضيف حلقة أخرى من المسلسل الشائك المسمى بـ"العلاقة الشائكة بين الأمن و الشعب


أسئلة عديدة أتمنى من أحد قادة الأمن المصرى الذين نعتز بهم أن يجيب عليها!!


الظاهرة الثانية: شمروخ تونسى يحمل العديد من المعانى!


فى الدقيقة 63 يحرز الصفاقسى هدف التعادل ، لنجد أحد جماهير الفريق الضيف يشعل شمروخ ملقياً إياه على أرضية الملعب ، ليشتعل غضب الجماهير الحمراء ليس بسبب الشمروخ و لكن السبب هو كيف دخل الشمروخ؟


أحد الجماهير كان جالساً بجانبى و جدته يقول " هما التوانسة مش بيتفتشوا ذاتى و لا أيه؟!" لأشعر بمدى مرارة التى شعر بها هذا المشجع المصرى من الإجراءات الأمنية التى فرقت– سلبياً-  بينه هو "أبن البلد" و بين أحد الضيوف.


و لكن الجانب الإيجابى فى واقعة الشمروخ التونسى ، هو مارأيته على شاشة التلفزيون عقب عودتى للمنزل عندما رأيت رجال الأمن المصرى و هو يتعاملون بحزم و شدة مع هذا المشجع المشاغب ، مما جعلنى أتأكد من أن هذا المشجع نال جزاء فعلته ، و كم أتمنى أن يكون هذا المشجع قد رأى هذا المشهد حتى يعرف أن الأمن المصرى "مبيعرفش أبوه".


الظاهرة الثالثة: قدم يسرى و رأس قوية يحملان شعار
Made in Angola!


فى الدقيقة 46 جيلبرتو الأنجولى يرسل كرة عرضية من الركنية تجد فلافيو الأنجولى الذى "قطع" للكرة على الزاوية القريبة ليحرز هدف ولا أروع فى كرة لا يوجد مسمى لها سوى "كلاكيت ثانى مرة" حيث كانت اللعبة الأولى فى مرمى الغريم التقليدى الزمالك.


فى الدقيقة 70 عرضية متقنة من الجانب الأيسر و عن طريق جيلبرتو الأنجولى على رأس فلافيو الأنجولى يسكنها الشباك معلناً عن هدف ثانى.


أبرز ما سمعته حول رأس فلافيو الذهبية كان أحد الجماهير المتحمسة الذى هتف بعد الهدف الثانى " دى مش دماغ دى مدفع" ليرد عليه مشجع  أخر " أنا بنصح إدارة الأهلى إنها تبيع فلافيو على حتتين.. جسمه بتمن و راسه بتمن" ، لتضعنا رأس فلافيو أمام العديد من التساؤلات المطروحة التى تحتاج إجابتها الى عكوف علماء الجغرافيا على دراسة الوصف الجغرافى لتضاريس راس فلافيو ، و لكن المؤكد أمامنا هو أن قدم جيلبرتو و رأس فلافيو أصبحتا ظاهرة ، أنجولا هى القاسم المشترك بينهما.

 

الظاهرة الرابعة: لم يشارك ليحمل على الأعناق!


فور إنتهاء المباراة و مراسم التتويج حمل الكابتن شادى محمد أمير القلوب محمد أبو تريكة على كتفه و طاف به أرض الملعب ، فى صورة أثبت للجميع مدى الحب الذى يكنه لاعبى الفريق لزميلهم تريكة.


لنجد أنفسنا بعد هذا المنظر أمام ظاهرة تستحق الدراسة من قبل علماء الإجتماع ، فكيف للاعب شارك و بذل الجهد فى المباراة و هو كابتن الفريق الذى يستحق أن يرفع على الأعناق ، تجده يحمل زميله فى الفريق الذى كان خارج قائمة المباراة من الأساس؟


تريكة الظاهرة رد دون قصد منه هو أو زملائه على كتاب صحفيين من عينة "سقط القناع أيها الخلوق" و "نهاية أسطورة أبو تريكة".


الظاهرة الخامسة: رقصة جوزيه الهيستيرية!


فور إنتهاء المباراة يرقص جوزيه المدير الفنى البرتغالى للفريق الأحمر وربما لأول مرة فى تاريخه الكروى بصورة هستيرية ، و الملفت للنظر فى تلك الرقصة الهيستيرية و الذى قد يجعلها ظاهرة ، هو أن جوزيه حقق من البطولات ما يعد أغلى و ذا قيمة من السوبر الأفريقى فلماذا لم يرقص هكذا ، بل أنه كان أحياناً يرفض أن يتم حمله من قبل اللاعبين!


و السبب فى تلك الرقصة الهيستيرية و التى لا أجد سبباً سواه هو شعور هذا الرجل الساحر صاحب الـ62 عام بالضغط الذى كان على عاتقه خلال الأونة الأخيرة ، فمن إتهامات بالإفلاس الفنى الى إتهامات بالأنانية و حب الذات و إتهامات بقتل اللاعبين و الإنهاء على مسيرتهم الكروية.


و مع الضغط الواقع على اللاعبين الذين يعتبرهم جوزيه أبناء له و الإتهامات التى طالتهم بالشيخوخة و كبر السن ، جاءت فرحة الفوز بالسوبر الأفريقى – وهو الفوز الذى أخرس العديد و العديد من المشككين -  عارمة و كبيرة أستحقت من جوزيه التعبير عنها بفاصل من الرقص الهيستيرى ، الرقص الذى خرج من رجل مشهود له بالوقار و الرزانة و أحياناً بالغرور ، فلماذا - لماذا نتفنن فى محاربة الناجحين بدلاً من تدعيمهم؟!

 

تعليقات