من الغريب أن يطل علينا الإعلام من حين لآخر ليتحدث في أمور يراها بعين واحدة ولا يقيمها من كل الزوايا، وسط تساؤلات غريبة من قبل المشاهد، ماذا يحدث؟ وكيف يحدث؟ ولم يحدث هذا الأمر الآن ومن المستفيد…؟!!
مخطيء بالطبع من يظن أن الإعلام محايد، وقلناها مراراً وتكراراً في محاضرات إعلامية، لا يوجد إعلام محايد في العالم، وأن من يقول هذه الكلمة لم يدرس مواد صاحبة الجلالة بشكل أكاديمي نظري ولم يتعامل مع السوق العملي بحق، ولكن الحق أحق أن يتبع، فالحلال بيّن والحرام بين، ولكل وجهة هو موليها، ولكن عندما تتولى الوجهة التي تريدها عليك أن تنظر إلى من حولك وتحترم عقولهم.
ليس من باب الإنصاف أو أقل القليل من الإنصاف أن يتم توجيه اللوم على لاعبي نادي الزمالك في الخروج من البطولات كلها، في ظل الاضطراب المشهود على الصعيد الإداري لنادي الزمالك، والذي يشهد له القاصي والداني ويعرفه جميع من في الوسط الرياضي وخارجه، سواء في مصر أو خارجها.
جاء سيف زاهر مقدم البرامج الرياضية، بالخبر الأغرب والتحليل الأعجب، حينما وجه اللوم في الخروج من بطولة كأس الرابطة للاعبي الزمالك، وقام بكيل العديد من الاتهامات لهم بشكل غريب للغاية، وغض الطرف عما كان يحدث من أمور يندى لها الجبين من قبل إدارة الفريق الأبيض سابقاً.
وإذا نظرنا إلى البطولات التي خرج منها نادي الزمالك فسوف نجد أنه خرج من السوبر المصري، والسوبر المصري السعودي، وخرج من كأس الرابطة، وبطولة دوري أبطال إفريقيا، بالإضافة إلى وجوده حالياً في المركز الخامس بالدوري، وهي أمور يرى زاهر أن اللاعبين وحدهم هم من يتحملوها ويسئلوا عنها، على طريقة أنصاف الآيات والعين الواحدة التي ترى شيء وتغض الطرف عن الشيء الأهم الآخر.
من العبث أن يتم الحديث عن اللاعبين في المقام الأول، نادي الزمالك بقيادة أمير مرتضى منصور، تعاقد مع 11 لاعب في الانتقالات الصيفية وانتقالات يناير، وجاء بلاعبين غير مدرجين على ملف المدير الفني، وهو أمر غير منطقي لا يعرف عقل في الإحلال والتجديد، خاصة أن ما يحدث في كل موسم يزيد الطين بله، فالفريق الأبيض حصل على بطولة الدوري لمدة موسمين، ورغم ذلك مازال يعاني من الإنهيارات الفنية التي كان للإدارة يداً فيها لا محالة.
وبجانب تكبد الملايين في الصفقات التي لا طائل منها وراها على الإطلاق بأية فوائد فنية سواء على صعيد الصفقات المحلية أو الإفريقية، إلا أن أمير والإدارة جاءوا بلاعبين لم يرتق مستواهم للعب في أحد أكبر أندية الدوري المصري، وبالتالي لم ينظر زاهر إلى هذا الأمر، وكال الاتهامات للاعبين الذين ظلوا مكتوفي الأيدي أمام محاولات الإدارة السابقة التقليل من شأنهم وإذلالهم في كل مناسبة!!
نرى أن الإدارة البيضاء السابقة هي المتسببة في إرباك حسابات الفريق وتفريغ الفريق من نقاط القوة وعلى رأسها طارق حامد وأشرف بن شرقي، ومحمد أبو جبل، وإمام عاشور، وفرجاني ساسي، وغيرهم من اللاعبين الكبار أصحاب الخبرة والإجادة، والذين كان الزمالك بهم أفضل من حيث الأداء الفني، رغم أنهم في كل الأحوال لا يقدرون على الأهلي في أسوأ حالاته!!
رئيس النادي السابق، لم يقدم الدعم الفني للاعبين أو النفسي على الإطلاق، بل قام بإصدار العديد من التصريحات المحبطة تجاه اللاعبين بدلاً من أن يقوم باتخاذ حلول جادة لأية مواقف طارئة أو سلبية، أبرزها التصريحات التي صدرت ضد أحمد فتوح وعبد الله جمعة وأدت إلى خسارة الفريق جهود الثنائي بكل سوء وعدم فطنة.
سيف زاهر لم يتحدث عن النقاط الفنية على الإطلاق الخاصة بالإدارة والعواقب التي قام الفريق عليها بشكل غريب للغاية، ولم يحمّل الإدارة أية أمور أخرى خاصة، ولا نعلم لماذا يصدر سيف زاهر هذه التصريحات التي لا تنم عن التوازن والإجادة الإعلامية على الإطلاق، خاصة أن تاريخه المهني يجعله في كفة الأشخاص الذين يجب أن يتقنوا التحليل الإعلامي ويطلقون الخطابات المتوازنة.. لا نعلم حتى الآن ولا نجد تفسير واضح!
لم يتطرق سيف زاهر الذي يجب أن يكون حديثه الرياضي على اسمه كـ”السيف” في الحق، إلى ملف المدير الفني الذي تعاملت فيه إدارة الزمالك بعدم ذكاء، وإطلاق التصريحات ضد جوزفالدو فيريرا المدير الفني، والتخبط في الإقالة والرجوع من أجل عدم إعطاء الرجل الشرط الجزائي الخاص به، لم يتطرق أيضاً إلى الملايين التي تم إهدارها في صفقات لم تكن على عقلية المدير الفني.