مفارقة.. هذا هو الفارق بيننا وبينكم!

جاريدو.. مدير فني جديد طاله الهجوم بعد المباراة الأولى من بعض الجماهير، ولكن مجلس إدارة الأهلي صمد في قراره بتعينه مديراً فنياً لكتيبة جنود القلعة الحمراء، وقف بجواره ومازال يقف ولا تهزه الهزيمة أمام الرجاء اليوم، لأنه يقف على أرض صلبة ويعرف جيداً من أين يتم حصد البطولات..

المفارقة غريبة جداً.. أليس كذلك.. رئيس نادي آخر ينقلب بمباراة ويصعد بالمدير الفني لفريقه السماء بمباراة أخرى، هوائي، انفعالي، عاطفي، قل كيفما شئت, يفعل كل الأمور التي من شأنها تقلل من ناديه ومن فريقه، في محاولة لاختزال الفريق في شخص واحد، وهو المدير الفني للفريق، في عوار ذهني وثقافي عارم بمبدأ كرة القدم الذي يحمل المكسب والهزيمة بين أقدام اللاعبين وعقل المدير الفني بالتأكيد، ولكنه غير محمل بكل المسئولية على الإطلاق.

نعود مرة أخرى إلى الكيان الأحمر، لنقول إنه ناد بطولات يعلم جيداً عالم كرة القدم، درسه، وتعمق فيه، يصمت أحياناً عن الفرحة، ولكنه ينظر إلى الفرحة الكبرى بالبطولة، يعلم بثقة ويقين أن الكرة علم له أبعاده العديدة، ومقوماته الهادفة إلى عدم إحباط اللاعبين أو فقدان الثقة في مديرهم الفني، لا ينهال دائماً بالسياط على رؤسهم بمناسبة وبدون، يفرق بين الصحيح والأصح، والمذنب وغير المذنب، يتحدث، يحل، ثم يتخذ الإجراءات الصارمة واللازمة لحماية تماسك وترابط اللاعبين والكيان الواحد تحت اسم "الأهلي".

ويبقى السؤال، ماذا لو خذله فييرا الذي يوشك على العودة مرة أخرى إلى الزمالك، أو غيره من المديرين الفنيين الآخرين، هل سيتم تغيير أعضاء مجلس الإدارة الذي لا يعي ولا يفهم ولا يشارك في القرارات التي ينفرد بها دائماً، أم سيكون العيب وقتها من الجماهير التي لا تشجع وتم حصرها في بوتقة "البلطجة والإجرام"، أم أن المكان سيكون مدججاً بالسحر والأعمال السفلية أسوة بما قاله مدير الكرة الراحل إبراهيم حسن في وقت سابق..!!

نحن على ثقة كبيرة وجمهور الأهلي العظيم أن المارد يحتاج إلى تصحيح العديد من الأخطاء في المباراة وأهمها ضبط إيقاع خط الوسط، ومحاولة تنشيط حسام "الغالي" نفسياً وبدنياً وفنياً بشكل منفرد، لأن يكون قائداً حقيقياً يرشد الكبار والصغار إلى الطريق المختصر والأصح إلى تحقيق الفوز والإنجازات التي ننتظرها جميعاً..

لن اطيل على حضراتكم.. كل عام وانتم بخير.. ولكن علينا أن نتذكر جيداً قبل الهجوم أو الاستنكار من الأداء اليوم .. كما قالوا: (إنه "الأهلي" فخامة الاسم تكفي)..

محـمد فــرج

للتواصل مع الكاتب: